بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
{ السلام عليكم ورحمة الله وبركآته }
كتابنا القرآن ، العظيم الكريم ، حبل الله المتين ، ومعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام ، فيه نبأ الأولين والآخرين ، أنزله الله شفاء ورحمة للمؤمنين
قد فآز من تدبره ، وداوم على قرآئته ، واتخذه قرينا له
وخسر من غفل عنه ، وهجره ، واتخذ من الشيطآن له قرينا
يقول عز وجل :
{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ } الأنبياء / 10 .
لقد أنزلنا إليكم - أيها المرسل إليهم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - كتابا جليلا وقرآنا مبينا ( فِيهِ ذِكْرُكُمْ) أي: شرفكم وفخركم وارتفاعكم، إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم، ( أَفَلا تَعْقِلُونَ) ما ينفعكم وما يضركم؟ كيف لا ترضون ولا تعملون على ما فيه ذكركم وشرفكم في الدنيا والآخرة، فلو كان لكم عقل، لسلكتم هذا السبيل، فلما لم تسلكوه، وسلكتم غيره من الطرق، التي فيها ضعتكم وخستكم في الدنيا والآخرة وشقاوتكم فيهما، علم أنه ليس لكم معقول صحيح، ولا رأي رجيح.
وهذه الآية، مصداقها ما وقع، فإن المؤمنين بالرسول، الذين تذكروا بالقرآن، من الصحابة، فمن بعدهم، حصل لهم من الرفعة والعلو الباهر، والصيت العظيم، والشرف على الملوك، ما هو أمر معلوم لكل أحد، كما أنه معلوم ما حصل، لمن لم يرفع بهذا القرآن رأسا، ولم يهتد به ويتزك به، من المقت والضعة، والتدسية، والشقاوة، فلا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكر بهذا الكتاب.
* تفسير السعدي
وصدق الله القائل :
{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } سورة الحشر / 21
وقال : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر } القمر / 17
فهل من مدكر ؟
فهل من مدكر ؟
- الله المستعان .
كيف هو حآلنا معه ؟
أتمر علينا أحرفه وأخباره ونهيه وأوامره مرور الكلام ، بلا تدبر أو تعقل أو تفكر . !
نسأل الله أن يرحم حالنا ، وأن يغفر لنآ تقصيرنا في أمرنا
منقول لاجلكم